علي موسى : قوة الإرادة وزمجرة المحركات
تقارير ودراساترواد الأعمال 0 solomon 16 November، 2015 بلغ صديق
كثيرة هي الهوايات التي ينجذب إليها الشباب إلى حد الاحتراف، إلا أن لتعديل السيارات وتطويرها نكهة خاصة قادرة على تحويل شغف الإنسان إلى اسلوب حياة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهدير محرك السيارة وادائها.
ولاشك أن تعديل السيارات عالم واسع مليء بالاثارة والقوة، ويظن الكثيرون أنه عالم صعب الفهم، وإن الحصول على نتائج مرضية فيه أمر صعب المنال يحتاج الى تجهيزات خرافية وغير متوافرة في العالم العربي.
وفي الوقت الذي يرى فيه الكثير من الشباب أن هذه الهواية مجرد هوس شبابي من الدرجة الأولى من أجل التباهي والتفاخر بها أمام الأصدقاء والآخرين والبحث عن الشهرة، يصفها محبوها على انها رياضة كأي رياضة أخرى ترتكز على الذوق والفن والأخلاق والابتكار والابداع والشغف والتفاني.
فى هذا اللقاء مع علي موسى، رائد الأعمال المتفوق في مجال تعديل السيارات في سلطنة عُمان، سنسلط الضوء على تقنيات وطرق التعديل السيارات باحترافية واتقان، وهو أمر تميّز به علي عن بقية ورش تعديل السيارات في سلطنة عُمان ودول المنطقة حتى باتت هواية المراهق مؤسسة متخصصة بتعديل سيارات السباق.
أخبرنا عن مجال عملك؟ متى تأسست الشركة وكيف نبعت الفكرة؟
الشركة هي عبارة عن ورشة تصليح، فنحن متخصصون بتعديل السيارات خاصة سيارات السباق والراليات. بدأت العمل في العام 2003 انطلاقاً من شغفي في أعمال الميكانيك وتصليح السيارات والتعديل. كنت أعمل بالطيران العماني، فبقيت أمارس العملين لغاية العام 2008، حيث بدأت ببرمجة السيارات وتعديل المحركات، وربما كنت الشخص الوحيد الذي يقوم بذلك في سلطنة عُمان في ذلك الوقت. في 2011، استقلت من الطيران العُماني وأنضميت إلى فريق سباق حمد الوهيبي، بطل الراليات العُماني، وعملت معهم في قسم الصيانة. منها نبعت فكرة انشاء ورشة تصليح سيارات مستقلة، إذ كنت أمارس هذا العمل قرب المنزل. كنت أقضي وقتي بين العمل اليومي وتصليح السيارات. وضعت خطة عمل، طورتها بشكل مستمر وتشاركت مع 2 من الأصدقاء الذين عملوا معي في فريق الرالي.
بدأنا برأسمال صغير واستأجرنا قطعة أرض وبقينا نبني الورشة ونجهزها لمدة 6 أشهر. عملنا كل شيء بأيدينا لأن الدعم لم يكن متوفراً ومواردنا كانت قليلة.
الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة سهلت لنا عملية الالتحاق في برامجها، كما قمنا بالتسجيل بمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، وقدمت خطة عملي لهم وحصلنا على الدعم المطلوب منهم وكان أول دعم مادي لنا.
أين تميزكم عن غيركم في هذا القطاع؟
نتميز ببرمجة السيارات. أشخاص قليلون يقومون بذلك، وهم معرفون بالأسماء في منطقة الخليج، قادرون على برمجة السيارات وتعديل محركاتها. نحن نقوم بعملية معقدة تعرف بالبحث والتطوير (R & D). نحدد مكامن الخطأ وفرص التغيير والتطوير ونقوم بعد ذلك بالشغل اليدوي. الورشة قامت على هذه الفكرة وأدخلنا طابعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من الأدوات والتقنيات الحديثة التي تساعدنا على صناعة منتجاتنا الخاصة.
ما هي نوعية المشاكل التي صادفتك عند اطلاق هذا المشروع التقني؟
الإجراءات الحكومية تتصدر العقبات، وهذه تتعلق بالبلدية ووزارة القوى العاملة والجهات المختصة بهذه المهنة. كان من المفترض أن يكون هناك نوع من التواصل بين الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة وهذه الجهات لتسهيل عملنا ودعم الشباب.
نحن قدمنا العديد من المقترحات، أهمها الاعفاء الجمركي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة اسوة بالمصانع الكبيرة، يشمل البضائع المستوردة لمدة خمس سنوات حتى تكون هذه المؤسسات ربحية وقادرة على الاستمرار. نحن نحتاج هذا الدعم. نسبة الخمسة بالمئة تؤثر سلباً على ميزانية المؤسسات الصغيرة، نحن نواجه منافسة من العمالة الأجنبية والمؤسسات التي يديرها الأجانب، لذلك أشير إلى ضرورة تعاون الجهات المختصة معنا. ورشتنا كانت الوحيدة التي يتكون أعضاؤها من المواطنين العمانيين مئة بالمئة. من هنا نبعت الفكرة في أن تقوم الهيئة العامة بالتعاقد مع مركز التدريب المهني، ونحن مستعدون لاستقطاب الطلاب في عملية التدريب. يجب أن يحصل الطلاب على تدريب ميداني خلال فترة دراستهم ليكونوا قادرين على الخروج لسوق العمل. هنالك العديد من ورش التصليح ومحلات بيع قطع الغيار القادرة على استقبال وتدريب هؤلاء الطلاب، ويتم اعطائهم رواتب متدربين.
من الممكن أن يقوموا في المستقبل بافتتاح ورشاتهم الخاصة، أو ربما مشاركتنا في أعمالنا، لكن يجب تدريبهم على العمل كمرحلة أولى. هذه دائرة كاملة تجمع بين المؤسسات الاقتصادية والمؤسسات التعليمية والهئية العامة.
من دعمك في اطلاق المشروع؟ بنوك، مؤسسات حكومية، مؤسسات استثمارية؟
المساعدة المالية الوحيدة التي حصلنا عليها كانت من مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة. نحن تكلمنا مع الكثيرين، ولمسنا رغبة من البعض ، لكننا نحتاج إلى أكثر من المال للاستمرار. نحن نحتاج الدعم المالي والدعم الإداري والدعم التوجيهي. قد يكون لدينا الخبرة التقنية، لكننا لا نملك الخبرة في الإدارة. مؤسسة الزبير بادرت إلى دعمنا مالياً وبدأت بتدريبنا لإدارة المشروع بشكل صحيح وضمان استمرارنا. نحن نحتاج للدعم المالي والرعاية على حد سواء. خضعنا لدورات في الحسابات، الشؤون الإدارية، تأسيس الشركات وغيرها من الأمور الأخرى التي تم تدريبنا عليه. كل ذلك أدى إلى استخدام هذه الخبرات المكتسبة في عملية إدارة الشركة.
هل تعملون بمجال تخصصاتكم الدراسة؟
بدأنا بالموضوع كهواية ، أما الآن فباتت من تخصصنا. أنا وصلت لمرحلة تقنية قادر من خلالها على تطوير برامج لتعديل السيارات. أنا قادر شخصياً على تركيب تطبيقات تناسب سيارات دون أخرى. أنا لم أدرس علوم الميكانيك ولا كمبيوتر، ولكن الممارسة والشغف ساعداني على التفوق والنجاح. الحمد لله أنا قادر على المنافسة على نطاق الخليج وليس السلطنة. أمس انتهيت من تعديل محرك سيارة سباق وكانت النتيجة التي حققتها مقاربة جداً لنتيجة أحد المتخصصين المعروفين عالمياً.
أين تتوقع نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
أنا أتمنى ان أكون قادراً على اطلاق علامة تجارية خاصة بي خلال السنوات الخمس المقبلة وتكون علامة فارقة في عالم قطع غيار سيارات السباق. انا حالياً أقوم بكافة الدراسات اللازمة لذلك، لكن تنقصني المواد والتقنيات المتطورة التي لا تتوفر لدي الآن. لا تتوفر هذه التقنيات التي أفكر فيها عندنا، ولا في العالم العربي، قد تكون متواجدة في قطر مع فريق سباق العنابي، وهو فريق سباق عالمي.
ما هي النصيحة التي توجهها للشباب والشابات العرب: ماذا يجب عليهم عمله للنجاح في مؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة والإنطلاق نحو العالمية؟
كما قال لي خالد الزبير في إحدى المناسبات: أحذر من “الشوك”، وهي مختصر “لشراكة، وكالة وكفالة”. هذا واقعي جداً. كما يجب على الشباب الاهتمام بالدراسة، وإذا لم يتمكنوا من ذلك، ليس من الخطاً اللجوء إلى المؤسسات المتخصصة التي قد تقدم لهم الدعم في ذلك كمركز الزبير الذي لجأنا إليه نحن. نحن العرب نشتهر بالخوف من المغامرة، الجميع يريد الوظيفة المضمونة والراتب الشهري. أنا كنت موظف لفترة طويلة، وكان لدي راتب جيد وعدد كبير من الامتيازات، قررت ترك الوظيفة والخوض في العمل المستقل. شعوري الآن كرائد أعمال يختلف كلياً، الفرق كبير حين ترى نتائج ما زرعته. يجب أن يبادر الشباب إلى أخذ زمام المبادرة.
لا تعليقات حتى الآن.
كن أول شخص يترك تعليقا.